لازالت سلسلة الأزمات الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية تلقي بظلالها على الشركات والاستثمارات الأمريكية، شهدت مؤخراً شركات المكاتب المفتوحة صعوبات جراء التغيرات الجذرية في نمط العمل الناتج عن جائحة كورونا حيث اضطرت شركة “نوتل” وشركتين تابعتين لـ “إنترناشيونال ورك بليس غروب” إلى اللجوء إلى قوانين الإفلاس للبحث عن حماية قضائية في العامين 2021 و2020.
تقدمت الشركة الأمريكية “وي ورك WeWork“، التي أسسها آدم نيومان، والمستفيدة من دعم “سوفت بنك” والمعروفة بتأثيرها الكبير والسريع في تغيير صناعة المساحات المكتبية العالمية، بطلب للإفلاس في الولايات المتحدة نتيجة تراجع استثماراتها في الشركات التي تتجه نحو استخدام المكاتب المشتركة بشكل أكبر.
يعد تقديم طلب الحماية من الإفلاس تحدياً جديداً لشركة مساحات العمل المشتركة، التي واجهت سلسلة من الصعاب تبدأ من تأثيرات الوباء وصولاً إلى الاكتتاب العام الذي لم يحقق النجاح المأمول في عام 2019.
وأفادت الشركة، والتي تتخذ من نيويورك مركزاً لها، في مستندات الحماية من الإفلاس التي قُدمت بموجب الباب 11 من قانون الإفلاس الأمريكي في ولاية نيوجيرسي، بأن قيمة موجوداتها ومطلوباتها تتراوح ما بين 10 و 50 مليار دولار، ويتيح هذا الإجراء للشركة الاستمرار في نشاطها التجاري بينما تعمل على إعداد خطة لتسوية ديونها.
انهيار شركة وي ورك
أبرمت الشركة صفقة شاملة لتعديل ديونها في مطلع العام 2023، ولكن سرعان ما واجهت عقبات جديدة ودخلت في أزمات متتالية، في شهر أغسطس من العام الماضي، صرحت الشركة بوجود “شكوكاً جدية” في إمكانية استمرارها في العمل، وبعد عدة أسابيع، ألمحت إلى خططها لإعادة التفاوض على معظم عقود الإيجار والانسحاب من المواقع التي لا تحقق أداءً مرضياً.
توزعت العقارات التي تملكها الشركة على 777 مكاناً في 39 بلداً وفقاً لآخر الإحصائيات المُعلنة حتى الـ30 من يونيو المنصرم، مع معدلات إشغال تقارب تلك التي شُهدت في العام 2019، على الرغم من ذلك، لا تزال الشركة عاجزة عن تحقيق الربحية.
وأُدرجت الشركة في البورصة عام 2021 عبر الاندماج مع كيان استحواذ ذو أغراض خاصة، بعد مرور عامين على تراجعها عن الطرح العام الأولي الذي كان مقرراً، وذلك نظراً لتزايد قلق المستثمرين حول الإدارة، التقييم، وتوقعات النمو للشركة.
أدت الصفقة الفاشلة إلى استقالة مؤسس الشركة، آدم نيومان، من منصبه كرئيس تنفيذي، مع انخفاض كبير في تقييم “وي ورك”، بعدما وصل في السابق إلى 47 مليار دولار.
نتج عن الانهيار والصفقة الفاشلة، تنحي آدم نيومان، مؤسس الشركة، عن دوره كالمدير التنفيذي، وشهدت قيمة “وي ورك” تراجعاً حاداً في التقييم، الذي كان قد بلغ ذروته في السابق بمبلغ 47 مليار دولار.
واجهت شركات أخرى متخصصة في توفير المساحات المكتبية المشتركة صعوبات إثر تحول أنماط العمل بفعل الجائحة، حيث طلبت شركة “نوتل” واثنتان من الشركات الفرعية التابعة لـ “إنترناشيونال ورك بليس غروب” الحماية من الإفلاس خلال الأعوام 2020 و2021.